ظل العلم لزمن طويل يتجنب الاقتراب من معظم الظواهر الخارقة الغربية التي تتكرر في حياتنا ومن حولنا، والعلماء الرواد القلائل الذين حاولوا التصدي لبعض هذه الظواهر صادفوا من الهجوم والسخرية والتسفيه ما اقنع باقي العلماء بعدم محاولة الاقتراب من ذلك التيه الحافل بالمخاطر.
وهكذا تراكمت الخرافات حول هذه الظواهر جيلاً بعد جيل مما جعل مهمة الباحث المحقق أكثر صعوبة، وأصبح عليه أن يعثر على الحقيقة الضائعة كالإبرة وسط أكوام القش.
وللظاهرة التي نحن بصددها في هذه الدراسة سمة خاصة، فالإنسان منذ أقدم العصور يتساءل:
ماذا عن الغد؟
ومحاولة الإجابة عن هذا السؤال اتخذت أشكالاً متباينة على مدى التاريخ الإنساني، وفى جميع الحضارات الكبيرة وبين مختلف المجتمعات البدائية نجد أشكالاً متعددة للبحث عما يجئ به الغد.. إنه التحدي الذي استعصى على قدرة الإنسان رغم ما حصله من علم.